الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فإذا نذرت صيام شهرين متتابعين، فإنه يجب عليك الوفاء بهذا النذر، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقد مدح الله تعالى الموفين بالنذر، وعد الوفاء به من أخص صفات الأبرار فقال في وصفهم: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ... الآية.
وإذا مرضت وأفطرت، فهل يقطع المرض التتابع؟ قولان لأهل العلم:
فذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أن التتابع ينقطع، وعليه أن يستأنف.
وذهب مالك والشافعي في أحد قوليه إلى أن الإفطار لأجل المرض لا يقطع التتابع، وإذا شفي يبني على ما مضى، وقال بهذا أيضا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار والحسن والشعبي وعطاء ومجاهد وقتادة وطاووس، وهذا هو الأقرب للصواب.
وانظر الفتوى رقم: 39181.
إلا أنك قد أفطرت بعد شفائك تهاونا، وبهذا ينقطع التتابع.
وبناء عليه، فإن عليك أن تستأنف صيام الشهرين من البداية ولا تنتقل إلى الكفارة ما دمت قادرا على الصيام، وانظر الفتوى رقم: 2857.
والله أعلم.