الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج له شروطه التي إذا توفرت فيه كان زواجا صحيحا، ومن أهم هذه الشروط الولي والشهود، وسبق بيان هذه الشروط في الفتوى: 1766. وما ذكر من كتابة الزوج في الوثيقة أنه أعزب لا يؤثر على صحة الزواج، فلا يكون باطلاً.
ولا ينبغي للزوج أن يخفي عن الزوجة، أو أهلها زواجه السابق، فذلك قد يتضمن نوعا من التغرير والخداع، فإذا تعمّد ذلك كان آثما، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من غش فليس مني.
جاء في التنوير شرح الجامع الصغير: (من غش) خدع في أي أمر من الأمور الدينية أو الدنيوية. انتهى.
وقال المظهري في المفاتيح في شرح المصابيح: (الغش): ستر حال شيء على أحد؛ يعني: إظهار شيء على خلاف ما يكون ذلك الشيء في الباطن. .....
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فليس منا"؛ يعني: فليس من متابعينا والمقتدين بسيرتنا؛ لأن المكر والخديعة ليس من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمن فعل المكر والخديعة فقد فعل معصية. انتهى.
وعلى أية حال؛ فالوضوح والمصارحة في مثل هذه الأمور مطلوب، جاء في فتوى لمركز الفتوى بالأزهر: ننصح الزوج بأن يكون واضحًا، وألا يخفى زواجه، بل يعلن زواجه أمام الجميع؛ لأنه لا يفعل منكرًا، ولأن إخفاءه لزواجه قد يضر بالزوجة الثانية، وقد يوجد عداوة بين أولاده؛ ولأنه -أيضًا- يهدم الثقة المتبادلة بين الزوجين، فكتمان الزواج له مشاكل وسلبيات كثيرة. اهـ.
والله أعلم.