الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على هذا الشخص أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، لا عودة بعدها إلى هذه المعصية الخطيرة، والكبيرة المحرمة التي حرم الله تعالى كل أسبابها، فقال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (النور: من الآية30)، وقال صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
ومن هذا يعلم هذا الأخ عظم هذه المعصية، حيث إنه إذا كان هذا جزاء اللامس فقط، فما بالك بمن يقترف الزنا، نسأل الله العافية، لا شك أن عذابه أكبر وأكثر ألماً إذا لم يتب، وهذا وعد من الله له بذلك، فقال الحق سبحانه: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*إلا من تاب (الفرقان:68-70).
وحري بعاقل إذا سمع هذا أن يرتدع وينزجر، ولا يورد نفسه هذه المهالك، بل ينفر منها، خصوصاً أن من رحمة الله بعباده أنه ما حرم شيئاً إلا وأباح أشياء، فإن كان قد حرم الزنا فقد أباح النكاح، فإن كان المسلم غير قادر عليه فليصبّر نفسه، وليأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وانظر الفتوى رقم: 34932.
والله أعلم.