الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بندمك على هذه العلاقة، وتوبتك إلى الله عز وجل منها.
والتوبة من أعظم مكفّرات الذنوب، ومن تاب تاب الله عليه، فأحسني الظنّ بربك، وثقي أنه بتوبتك قد غفر لك، فهو القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب، تاب الله عليه.
وكما أن التوبة من الذنب واجبة، فكذلك الستر على النفس، فلا يجوز لك أن تخبري بذنبك أحدًا -خاطبًا أم غيره-. وراجعي الفتوى: 33442.
ونرجو أن يكون ما حدث لك مع هذا الشاب درسًا لك ولغيرك؛ كيف أن الشيطان يمكن أن يوقع ابن آدم في حبائله، ويقوده للفتنة؛ ولذلك حذر رب العزة والجلال من تتبع خطواته، وحبائل فتنته، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور:21}، وقال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ... {الأعراف:27}.
والله أعلم.