الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت أيها الأخ على خطر عظيم، فترك الصلاة خاصة من أقبح الذنوب، وأشنع الكبائر، وأفظع الموبقات، وهو بالإجماع أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وانظر الفتوى: 130853.
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى فورا، وتحافظ على صلاتك، وتترك ما أنت مقيم عليه من المعاصي.
ويعينك على ترقيق قلبك، ولزوم طريق الاستقامة: أن تكثر الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، وأن تزور القبور. وتعود المرضى، وتستحضر دائما أن الأجل قد ينتهي في أي لحظة.
وتفكر في أسماء الرب وصفاته، وأنه قادر عليك محيط بك، لا يخفى عليه شيء من أمرك. فاحذر أن ينظر إليك وأنت مقيم على معصيته، فيسخط عليك؛ فتهلك في الدنيا والآخرة.
وتعرف على آثار الذنوب والمعاصي ومضارها، فما من شر في دين أو دنيا إلا وسببه المعاصي، وراجع كتاب: الداء والدواء، للعلامة ابن القيم؛ ففيه فائدة عظيمة في هذا الباب.
واصحب أهل الخير والصلاح، فالمرء على دين خليله، ومصاحبة الصالحين الذين يذكرونك إذا نسيت، وينبهونك إذا غفلت، من أعظم أبواب الإعانة على الخير.
والزم الذكر والدعاء، وسل الله -عز وجل- أن يحيي قلبك بالإيمان، وأن يعينك على طاعته؛ فإنه لا ملجأ منه إلا إليه تعالى، والقلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء؛ فادعه وسله أن يهديك، وتضرع إليه بإخلاص وصدق، وجاهد نفسك مجاهدة صادقة؛ فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
والله أعلم.