الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقيادة المرأة السيارة؛ جائزة شرعا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون منع أبيك لك من القيادة؛ تعنتًا أو رغبة في التسلط، فالأصل أنّ الوالدين مفطوران على الشفقة على أولادهما، والحرص على جلب الخير لهم، ودفع الشر عنهم، فالظنّ بأبيك أن يكون منعه لك من قيادة السيارة خوفًا عليك من مخاطر القيادة، لكن لا مانع من التفاهم معه، ومحاولة إقناعه بحاجتك إلى قيادة السيارة، وما يحصل منها من المصالح، وخاصة اجتناب الركوب مع السائق وحدك.
وإذا لم تقدري على إقناعه؛ فوسّطي بعض الأقارب، أو غيرهم من الصالحين، ممن لهم وجاهة عنده، ويقبل قولهم؛ ليكلموه في ذلك.
وإذا لم يرض، فاصبري، واجتهدي في اجتناب الانفراد مع السائق الأجنبي في السيارة، وعلى أيَّة حال، فإنّ عليك برّ والدك، والإحسان إليه، واعلمي أنّ هذا البرّ والإحسان؛ من أنفع الأعمال التي يحبها الله، ويثيب عليها عظيم الثواب آجلاً وعاجلاً.
والله أعلم.