الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام غالب عمل الشركة في تدقيق حسابات الجهات ذات النشاط المباح، فلا مانع من عملك بالشركة، لكن يجب عليك الامتناع من كل ما له صلة بتدقيق الحسابات للجهات ذات الأنشطة المحرمة؛ كالبنوك الربوية، وشركات الأغاني، والتبغ، ونحوها، لما في تدقيق حساباتها من إعانة لها، ورضا بعملها، وإن لم تستطيعي الامتناع عما له صلة مباشرة بتدقيق حسابات الشركات المحرمة، فيجب عليك ترك العمل في هذه الشركة جملة؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن إن كنت لا تجدين مصدرا لنفقاتك الضرورية إلا العمل في هذه الشركة، فيجوز لك الاستمرار فيه لمكان الضرورة، حتى تجدي عملا آخر سالما من المحاذير الشرعية.
وحيث بقيت على عملك في الشركة، ولم تكوني مضطرة له، فإنه يحرم من راتبك ما يقابل قدر العمل المحرم الذي تقومين به، وباقي الراتب مباح لك.
وراجعي تفصيل ما تقدم في الفتاوى: 142329 - 413557 - 243016.
والله أعلم.