الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن شروط التوبة من الغيبة، ونحوها، قد بينها الإمام النووي بقوله في روضة الطالبين: قال الأصحاب: التوبة بين العبد وبين الله تعالى، والتي يسقط بها الإثم، هي:
أن يندم على ما فعل، ويترك فعله في الحال، ويعزم أن لا يعود إليه.
وأما الغيبة إذا لم تبلغ المغتاب، فرأيت في فتاوى الحناطي أنه يكفيه الندم، والاستغفار.
وإن بلغته، أو طرد طارد قياس القصاص، والقذف فيها، فالطريق أن يأتي المغتاب، ويستحلّ منه.
فإن تعذر لموته، أو تعسر لغيبته البعيدة، استغفر الله تعالى. اهـ.
وأما رسائل الجوال القديمة التي فيها غيبة، ونحوها: فلا يظهر ما يوجب مطالبة أعضاء المجموعات بحذفها، فعاّمة الناس لا يكادون يرجعون للرسائل القديمة إلا نادرًا.
ولو فرضنا جدلًا أن ذلك واجب: فما فعلته بقولك: (فطلبت -بشكل عام- أن يمسح المحادثة معي من يرى المنشور): يكفيك، ولا يجب عليك شيء آخر.
وننصحك بالإعراض عن الوساوس، وترك التشاغل بها.
وراجع في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.
والله أعلم.