الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تبحث عن هؤلاء الناس، ما استطعت، وأن تسأل عنهم، وتعرف أين ذهبوا، ثم توفيهم حقّهم، وتقضي دَين أمّك؛ فإن قضاء دين الميت من أهم المهمات، قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَيَجِبُ أَنْ يُسَارِعَ فِي قَضَاءِ دَيْنِهِ، وَمَا فِيهِ إبْرَاءُ ذِمَّتِهِ، مِنْ إخْرَاجِ كَفَّارَةٍ، وَحَجِّ نَذْرٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ) كَزَكَاةٍ، وَرَدِّ أَمَانَةٍ وَغَصْبٍ وَعَارِيَّةٍ؛ لِمَا رَوَى الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ؛ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ». انتهى.
وإذا لم تعثر عليهم، ورجوت الوصول إليهم؛ فإنك تحتفظ بهذا المال؛ حتى تتمكن من إيصاله إليهم.
وإن يئست من الوصول إليهم، فإنك تتصدق بهذا المال عنهم؛ لأن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وانظر الفتوى: 394027.
وأما الرؤى، فلا تعلق لموقعنا بالكلام عليها.
والله أعلم.