الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم والاحترام في كل ما تتعلق به مصالحهما؛ لأن هذا أدعى لتعزيز المودة بينهما وإدامة العشرة.
ولا شك في أن الشرع الحكيم قد جعل القوامة للزوج على زوجته، وهي قوامة ترتيب وتدبر لأمر البيت، لا قوامة تسلط، فلا يجوز للزوج استغلالها في منع زوجته شيئا من حقها.
وفي المقابل على الزوجة أن تطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه، وهي طاعة ليست مطلقة، ولكنها مختصة بأمور النكاح وتوابعه، كما نص على ذلك الفقهاء.
ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 16032، والفتوى: 50343.
ومما يتعلق بالنكاح وتوابعه منع الزوجة من الخروج من البيت بغير إذنه إلا لضرورة، سواء كان خروجها للدراسة أم لغيرها، ويمكنك الاطلاع على الفتوى: 194937.
وينبغي للزوج أن يسمح لزوجته بالدراسة إن لم يترتب على ذلك أمر محرم كالاختلاط ونحوه، ولم يترتب على هذه الدراسة تفريط في واجب من واجباتها في تدبير أمور البيت. وإذا اشترطت على زوجها قبل العقد الدراسة وجب عليه الوفاء بهذا الشرط ، وانظري الفتوى: 123860.
وإذا كان هذا البيت ملكا لزوجك، فلا حرج عليه في أن يضع أغراض أمه في غرفة النوم، إن لم يترتب على ذلك ضرر فيما يتعلق بخصوصياتك. وليس من حقك الاعتراض على مجرد وضع أغراض أمه في الغرفة، وراجعي الفتوى: 313795.
ونوم الزوج مع زوجته في غرفة واحدة، نوع من حسن العشرة بينهما، ولكنه ليس بلازم، فلا حرج في أن ينام في غرفة أخرى غير غرفة النوم. وراجعي الفتوى: 131777.
وننصح في الختام باجتهاد الزوجين في تهوين الأمور، وعدم النظر إليها بشيء من الحساسية ونحو ذلك، مما قد يكون سببا للمشاكل بينهما.
والله أعلم.