الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا نخشى أن يكون سبب سؤال السائل هو الوسوسة، ولا سيما وهو لم يحدث عنده هذا التشويش إلا بعد مدة، ولا ندري سبب جزمه بعد ذلك بوقوعه في شهادة الزور!
وعلى أية حال؛ فالذي فهمناه من السؤال أن هذا الرجل هو الذي بدأ بسبّ زوجته، وأن زوجته ردّت عليه سبّته، وإنما التشويش وقع فقط في كيفية ردها للسبّ: هل كان باللفظ الصريح أم بقولها: (بل أنت كذلك)، ثم ضربها الرجل.
وعلى ذلك؛ فقول السائل في شهادته: (إنها لم تسبّه)، إنما يعني به السبّ الصريح، وإلا فإنّ المرأة نفسها أقرّت بأنها قالت له: (بل أنت كذلك).
ولا نرى فيما ذكره عن نفسه جُرمًا أو إثمًا أو تعمدًا للكذب؛ خاصة وأن الحاصل عنده الآن مجرد شك، فهو لا يجزم بكونها سبته باللفظ الصريح! وأن القضية لم يترتب عليها حقوق مادية، وإنما إيضاح صورة الرجل الظالم أمام الرجال فقط، وهو بالفعل ظالم -كما ذكر السائل-، وكذب أكثر من مرة.
والذي نراه للسائل أن يعرض عن التفكير في هذا الأمر.
وإن كان يريد الاحتياط، فليستغفر الله تعالى، ويجتهد في العمل الصالح، ويدعو لهذا الزوج بالمغفرة، والهداية، وصلاح الحال.
والله أعلم.