الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسافر بالقطار كغيره من المسافرين بوسائل النقل الأخرى، يُستحب له -ولا يجب عليه- إن كان سفره يبلغ مسافة القصر أن يقصر الصلاة الرباعية ويصليها ركعتين. ويجوز له أن يجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، ويجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما. ولا يجوز له أن يجمع بين العصر والمغرب، ولا بين العشاء والفجر، ولا بين الفجر والظهر.
والأفضل له في الجمع أن يفعل ما هو أرفق وأيسر عليه، فإن كان في وقت الظهر نازلا وليس سائرا، وعلم أنه سيكون وقتَ العصر سائرا فإنه يجمع العصر مع الظهر، فيصليهما جمع تقديم في وقت الظهر. وإن كان الأمر على العكس بأن كان وقتَ الظهر سائرا، وعلم أنه سيتوقف في وقت العصر، فليؤخر الظهر ويصليها مع العصر جمع تأخير. ومثل ذلك في الجمع بين المغرب والعشاء، يجمع بينهما إما جمع تقديم، فيقدم العشاء مع المغرب، أو يجمع بينهما جمع تأخير فيؤخر المغرب ويصليها في وقت العشاء.
ويجوز للمسافر في القطار أن يصلي في القطار، وليحرص على أداء الصلاة قائما إن أمكنه ذلك؛ لأن القيام في الفريضة ركن من أركان الصلاة لا يسقط إلا بالعجز. فإن عجز عن الصلاة قائما لسرعة القطار مثلا، أو لعدم وجود مكان يسمح له بالصلاة فيه، وعلم أنه لن يصل إلى المحطة التالية إلا بعد خروج وقت الحاضرة، ولم يمكنه أن يجمع بين الصلاتين على الوجه المشروع عند نزوله في المحطة التالية، فإنه حينئذ يجوز له أن يصلي في القطار قاعدا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وانظر الفتوى: 393820 في بيان المسافة التي يترخص فيها المسافر برخص السفر.
والله أعلم.