الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي عليك فعله؛ أن تعاشري زوجك بالمعروف، وتطردي عنك الأوهام، والنزغات الشيطانية التي تنفّرك من زوجك، وتحول بينك وبين أداء حقّه عليك.
وإذا كان يطلب منك أن تلبسي له الملابس الضيقة في بيته؛ فليس في ذلك ما يطعن في رجولته. وأمّا إن كان يطلب منك لبس الملابس الضيقة أمام الأجانب؛ فهذا غير جائز، ولا تجوز لك طاعته فيه.
والواجب عليه أن ينفق عليك بالمعروف، ولا يلزمك أن تنفقي من مالك، إلا أن تتبرعي بذلك.
واعلمي أنّ عاطفة الحب ليست شرطاً لاستقامة الحياة الزوجية.
قال عمر -رضي الله عنه- لرجل يريد أن يطلق زوجته، معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟
وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
أمّا إذا بذلت وسعك وراجعت نفسك، ولم تقدري على معاشرته بالمعروف، ووجدت نفسك كارهة له، فلك طلب الطلاق منه أو مخالعته على مال.
قال ابن قدامة -رحمه الله-: وجملة الأمر أن المرأة إذا كرهت زوجها، لخلقه، أو خلقه، أو دينه، أو كبره، أو ضعفه، أو نحو ذلك، وخشيت أن لا تؤدي حق الله تعالى في طاعته، جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه؛ لقول الله تعالى {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به} [البقرة: 229]. انتهى.
والله أعلم.