الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالله يقبل التوبة من أيِّ ذنب كان، ولا ذنب أكبر من الكفر، وقد قال الله في التوبة منه: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38].
ولا شك أن تعذيب الحيوان، وقتله؛ ذنب، ولكنه ليس أكبر من الكفر.
وعليه؛ فلا تظني أن الله تعالى لا يقبل توبتك من ذلك الذنب، بل يقبلها سبحانه، ويأجرك عليها، والتوبة تكون بالندم على الذنب، والعزم مستقبلًا على عدم العودة إليه، وهذا إذا وقع منك قتل الحيوان وأنت مكلفة.
وأما إذا وقع قبل التكليف، فإنه لا إثم على غير المكلَّف؛ لحديث: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ. رواه النسائي، وغيره.
وقولك: "وهل حسن معاملة الحيوانات، وإطعامهم، والتصدق على الفقراء، وكثرة الاستغفار...؟"، لا شك أن هذه من جملة الأعمال الصالحة، ففي كل كبد رطبة أجر، كما جاء في الحديث.
والأعمال الصالحة بعد التوبة، أمارة على صدقها، وكثيرًا ما قُرِنَ ذكر العمل الصالح في القرآن مع التوبة، كما في قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ {القصص:67}، وقوله سبحانه: وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {الفرقان:71}.
فاجتهدي في الإكثار من العمل الصالح؛ تفلحي.
والله أعلم.