الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إنه مهما أمكن الولد طاعة والديه فيما يأمرانه به، مما لا معصية لله فيه؛ كان أفضل، فإنه يبرّهما بذلك، ويكسب رضاهما، وفي هذا من القربة والثواب ما فيه، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
وكذلك الحال بالنسبة لزوجته مع أصهاره، ينبغي أن تحرص على كل ما يقوّي العلاقة بينها وبينهم، ويحسن العشرة، ويكسب المودة، فتلبّي طلب والد زوجها ما أمكن، هذا مع العلم بأنها لا يجب عليها تلبية ذلك، وإن أمرها زوجها؛ ولذلك لا حرج عليها إن رفضت، وتراجع الفتوى: 97514.
وطاعة الولد لوالديه لا تجب بإطلاق، كما بين أهل العلم، بل هي مقيّدة بما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد، وللمزيد يمكن مراجعة الفتوى: 76303.
فإن خشي ضررًا، فله الحق في عدم الذهاب، ولكن إن رأى البرّ بوالده، والذهاب، مع اتخاذ الاحتياطات الصحية ضد الوباء؛ فلا يجوز لزوجته الاعتراض عليه، على أن يؤَمِّن لكم ما تحتاجون إليه حتى يرجع.
والله أعلم.