الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يقضي دَينك، وأن يصلح حالك، وأن يجعل لك من همّك فرجًا، ومن ضيقك مخرجًا.
والذي عليك فعله أن تتوكّل على الله، وتستعين به، وتعزم على سداد الديون التي عليك متى قدرت على ذلك.
وإذا كنت تقدر على العمل والاكتساب، وجب عليك ذلك؛ حتى تؤدي ما عليك، جاء في كتاب الكسب لمحمد بن الحسن الشيباني: فَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين، فالاكتساب بِقدر مَا يقْضِي بِهِ دينه فرض عَلَيْهِ؛ لِأَن قَضَاء الدّين مُسْتَحقّ عَلَيْهِ عينًا. انتهى.
وإذا صدقت النية، فسوف تجد الإعانة من الله تعالى؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها؛ أدّى الله عنه. ومن أخذها يريد إتلافها؛ أتلفه الله. رواه البخاري.
وأكثر من الذِّكر والدعاء، ولا سيما الأدعية الواردة في السنة، مثل ما روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار، يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون -يا رسول الله-، قال: أفلا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته، أذهب الله عز وجل همّك، وقضى عنك دَينك؟ قال: قلت: بلى -يا رسول الله-، قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همّي، وقضى عني دَيني.
وما رواه الترمذي، وحسنه، عن أبي وائل عن علي -رضي الله عنه-: أن مكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي، فأعنّي، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صير دينًا، أدّاه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
والله أعلم.