الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأيمان يرجع فيها إلى نية الحالف، فما دمت نويت الامتناع عن طعام ما حتى تصلي إلى وزن معين؛ فإنك تحنثين إذا أكلت منه قبل الوصول إلى هذا الوزن، وانظري الفتوى: 116989.
والحنث في اليمين ليس بمحرم، إلا إن كانت اليمين على فعل واجب، أو ترك محرم؛ فحينئذ فقط يجب الوفاء باليمين، ويحرم الحنث فيها، كما سبق في الفتوى: 394039، فلا إثم عليك في الحنث في اليمين على ترك أكل طعام معين.
وأما تعدد الكفارات: فما دمت حلفت أيمانًا متعددة على أجناس مختلفة، فإنه تلزمك لكل يمين منها كفارة عند جمهور العلماء، وقيل: بل تجزئ كفارة واحدة -إن حنثت في الجميع قبل التكفير-، وانظري الفتوى: 394996.
وأما الشك في عدد الأيمان: فلا يلزمك إلا ما حصل عندك يقين به، وهو الأقل، فإذا شككت هل حلفت ثلاثة أيمان أم أربعة، فلا يلزمك إلا ثلاثة؛ لأن الأصل براءة الذمة، كما سبق في الفتوى: 317620.
وينبغي لك الإعراض عن الوساوس، وتجاهلها، ولا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالذنب، بل تجاهل الوساوس هو المشروع للموسوس.
وأما قولك: (هل تلك الوساوس تعني أنني يجب أن أتقرب أكثر من الله تعالى؟) فلا علاقة بين هذين الأمرين، والمسلم يشرع له في كل حال أن يسعى في الإكثار من التقرب إلى ربه -قدر وسعه وطاقته-، وراجعي في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.
وأما سؤالك الأخير: فما دام ذلك الشعور من آثار الوسوسة -كما هو ظاهر- فينبغي لك تجاهله، وعدم الالتفات إليه، وأن تبادري بأداء الصلاة ولا تؤخريها، وراجعي للفائدة الفتوى:123340.
والله أعلم.