الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويفرج همّك، وينفّس كربك، ويصلح ما بينك وبين زوجك.
ونوصيك بالإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يصلح الحال، فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وراجعي آداب الدعاء في الفتوى: 119608.
وقد ذكرت عن زوجك بعض الصفات الطيبة من عدم التقصير في النفقة عليك، وعلى أولاده، وأن ضربه لك ليس عادة له، وأنه حدث في مرات قليلة، وهذه الصفات الإيجابية ينبغي أن تبني عليها، وتجعليها مدخلًا للثناء عليه بسببها، وسوقيه من خلالها إلى تحقيق مبتغاك منه، وحكمتك هي الأساس في ذلك.
وأما الطلاق أو الخلع؛ فمن حقّك طلب ذلك، إن كنت متضررة من زوجك، وراجعي الفتوى: 37112، والفتوى: 80444.
ومن السهل أن تلجأ المرأة لذلك، وتجده، ولكن يصعب عليها أن تتحمل عواقبه، وخاصة من كان في مثل حالك قد رزقت الولد من زوجك، ولا تجدين من يمكن أن يعينك لو فارقت زوجك، كما ذكرت.
فمن هنا نوصيك بالصبر، والعمل على التفاهم مع زوجك، وتذكيره بحاجتك كأنثى إلى الإشباع العاطفي، وذكّريه بالهدي النبوي في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه، وسبق بيان شيء من ذلك في الفتوى: 134877.
وإن رجوت مصلحة في تسليط بعض الفضلاء عليه لمناصحته، فافعلي.
ومن جهتك أنت، فاحذري كل تصرف يمكن أن يستفزّ زوجك، ويستثيره، مع كثرة الدعاء له بخير، كما بينا سابقًا.
والله أعلم.