الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يبارك فيك، ويزيدك حرصًا على الخير.
وإياك والتكاسل، والاستسلام للشيطان، بل استمرّي في عبادة ربك، والقيام بما تقومين به من النوافل.
واعلمي أن الملل والفتور يعتري كل سالك سبيلَ القُرب من الله تعالى، فمن أصابه ذلك، فليسدد، وليقارب، كما قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: فَتَخَلُّلُ الْفَتَرَاتِ لِلسَّالِكِينَ، أَمْرٌ لَازِمٌ، لَا بُدَّ مِنْهُ: فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى مُقَارَبَةٍ وَتَسْدِيدٍ، وَلَمْ تُخْرِجْهُ مِنْ فَرْضٍ، وَلَمْ تُدْخِلْهُ فِي مُحَرَّمٍ: رَجَا لَهُ أَنْ يَعُودَ خَيْرًا مِمَّا كَانَ. اهــ.
فإذا أصابك الملل، فجاهدي نفسك برفق لطرده عنك، والاستمرار في العبادة.
واعلمي أنك لا تذوقين حقيقة لذة الطاعة، وحلاوة العبادة إلا بالمجاهدة، والمصابرة، وانظري الفتوى: 139680.
ثم اعلمي أن الشيطان لك بالمرصاد، فهو لن يتركك وشأنك، بل هو حريص كل الحرص على إضلالك وإغوائك، فكوني يقظة منتبهة.
وكلما واقعت شيئًا من الذنوب، فليس ذلك نهاية المطاف، بل عودي من فورك، وتوبي إلى الله تعالى؛ فإن الله هو التواب الرحيم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومهما تكرر منك الذنب، فكرري التوبة.
وخلاصة القول: إن لكل عابد زمن نشاط يجتهد فيه، وزمن فتور، ولكن الموفّق من كان فتوره لا يخرجه من واجب، ولا يدخله في حرام، فاحرصي على أن تكون فترتك على سبيل وسنة، وانظري الفتوى: 223903.
والله أعلم.