الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أول ما نوصيك به هو الستر على أمك، فكشف عورات المسلمين لا يجوز، أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته.
ثم حاولي أن تعظي أمك وتذكريها بالله وتخوفيها عقابه، ولا تيأسي من هداية الله لها، وعليك بالدعاء لها في أوقات الإجابة، فإذا لم تجدي لها ارعواء عن المعصية والخيانة فالزميها في الأوقات التي كانت تمارس فيها ما يغضب الله فإنها لن تجرؤ على المعصية إذا كنت قريبة منها ومنتبهة إليها.
واعلمي كذلك أن وجوب برها كأم لا تسقطه معصيتها، قال الله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15]، ونرجو الله أن يعينك على برها ونصحها حتى تهتدي إلى الصراط المستقيم، وراجعي الفتوى رقم: 40775.
والله أعلم.