الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، ولا مانع من كتابة العبارات التي ذكرتها في راوية أو قصة، فقد أجاز الفقهاء ما هو أبلغ من ذلك، كالتشبيب -الغزل- بامرأة غير معينة، بذكر محاسنها، ما لم يفحش، كما سبق في الفتوى: 64626.
وأما المال الذي اكتسبته من الرسم المحرم، فما دمت قد تبت وأقلعت عن التصوير، فيرجى أن ما اكتسبته منه مباح لك، ولا يلزمك التخلص منه.
جاء في الفروع للمرداوي الحنبلي: واختار شيخنا -ابن تيمية- فيمن كسب مالًا محرمًا برضا الدافع ثم تاب -كثمن خمر, ومهر بغي, وحلوان كاهن- أن له ما سلف للآية -يعني قوله تعالى: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ" {البقرة:275} - ولم يقل الله: فمن أسلم، ولا من تبين له التحريم. انتهى.
وأما قولك: (هل ستشهد علي رسوماتي يوم القيامة إن لم أتلفها، مع العلم بأنني لا أستطيع، فلم تعد بحوزتي، ويصعب مطالبة المشترين بإتلافها.) فما دمت عاجزة عن إتلاف تلك الرسوم المحرمة، فلا شيء عليك -إن شاء الله- وانظري في بيان هذا، الفتوى: 217996.
وأما قولك: ( وإن لم يشأ الله توفيقي بالكتابة، سأبحث عن الطبخ أو الخياطة، أو أي سبيل حلال لجني رزقي، وبالأخص أكون مميزة بشيء أعرف به أمام الناس.
هل طموحي للتميز حرام؟): فلا موجب لتحريم ما ذكرته، فأعرضي عن الوساوس، ولا تتشاغلي بها، وانظري الفتوى: 389095 .
والطموح إلى التميز فيما هو مشروع لا حرج فيه، بل قد يكون مطلوبا ويثاب عليه صاحبه إن قصد به نية صالحة، ولم يوقعه في عجب وغرور وزهو على الناس.
والله أعلم.