الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت المخطوبة صاحبة دين وخلق في الجملة؛ فلا ينبغي أن تترك لظهور شيء من صفاتها أو أخلاقها غير مرضي، فالكمال عزيز، والعاقل يوازن بين الحسنات والسيئات، ويعوّل على الغالب والأعمّ، ويتغاضى عن الهفوات.
واعلم أنّ الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال : العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.
وننبهك إلى أنّ الخاطب أجنبي عن المخطوبة، ما دام لم يعقد عليها، شأنه معها شأن الرجال الأجانب؛ فليس لها مكالمتها بغير حاجة. وراجع الفتوى: 57291.
كما ننبه إلى أنّ رجوع الخاطب عن الخطبة جائز، ولكن يكره إذا كان لغير مسوّغ، وراجع الفتوى : 65050.
والله أعلم.