الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المساجد إنما بنيت للصلاة وذكر الله تعالى لا لحفظ أمتعة الناس، ولو أن كل من اشترى سلعة، ولم يجد لها مكانا وضعها في المسجد لضاق المسجد بأهله، وقد ذكر بعض الفقهاء أن نقل الأمتعة المشتراة إلى المسجد يدخل في أحاديث النهي عن البيع والشراء في المساجد.
قال الكاساني الحنفي في «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (2/ 117) عند حديثه عن حكم البيع والشراء في المسجد وذكره لحديث ورد فيه: وأما الحديث فمحمول على اتخاذ المساجد متاجر كالسوق يباع فيها وتنقل الأمتعة إليها. اهــ.
فلا ينبغي لمن اشترى سلعة أن يضعها في المسجد، وليضعها في مكان آخر، كأن يضعها عند صديق أو نحو ذلك.
وإن كنت تعني أن الرجل فرش البساط في المسجد ليصلي عليه الناس، وتسأل هل له أن يسترده بعد ذلك، فالجواب: نعم له أن يسترده ما دام أنه لم ينو وقفه في المسجد.
والله أعلم.