الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس في ذلك عقوق للأم؛ إذ مجرد إخبارها بما يريد أن تأذن له فيه، ومحاولة استجلاب رضاها بسفره بالتصريح لها بما ذكر، لا محظور فيه بحال.
وعلى هذا الشخص أن يتلطف لأمّه، ويرفق بها، ويحاول إقناعها حتى ترضى، فإن رضيت، فالحمد لله، وإلا، فله أن يدرس في هذه الجامعة، ولو بغير رضاها؛ لأن طاعتها لا تلزم في هذا الأمر؛ إذ لا ضرر عليها فيه، ولا منفعة تحصل لها بتركه، وانظر لبيان ضابط ما يجب فيه طاعة الوالدين الفتوى: 415951.
ولو استلزم الأمر سفره، فيجوز له أن يسافر بغير إذنها، وليس عاقًّا لها -والحال هذه-، إلا أن تكون محتاجة له، فلا يسافر إلا أن تأذن، كما بيناه في الفتويين التاليتين: 409231، 196141.
لكن الأولى والأحسن أن يحاول إقناعها واسترضاءها، وألا يدرس أو يسافر إلا بإذنها.
والله أعلم.