الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم من تأخر الخطبة أو الزواج أن يكون بسبب غير عادي من سحر، أو عين، أو مَسٍّ، بل قد يكون بسبب بعض العوائق العادية، وكل شيء كائن بقدر الله سبحانه، فهو القائل في محكم كتابه: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}.
والزواج من الرزق الذي سيأتي العبد ما كتب له منه، روى البيهقي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها, فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب... الحديث.
وقد لا يكون لما رأى أخوك في المنام علاقة بأمر زواجك، أو قد لا يكون كذلك دليلًا على ما ذكر من أمر السحر.
ومن أهم ما نوصيك به: كثرة الدعاء، وسؤال الله عز وجل التيسير؛ فهو من يجيب دعوة المضطر، ويكشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وإن غلب على الظن أن هنالك أمرًا غير عادي من سحر ونحوه؛ فينبغي المصير إلى الرقية الشرعية، والاستمرار في قراءة القرآن في البيت، وخاصة سورة البقرة، فقد روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وفي صحيح مسلم أيضًا عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. البطلة: السحرة.
وهذا بالإضافة إلى ما أرشدنا إليه سابقًا من أمر الدعاء.
والله أعلم.