الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى -تبارك وتعالى- لأبيكم الرحمة، والمغفرة، والرضوان، ورفعة الدرجات في عالي الجنان، وأن يجمعكم به في الفردوس الأعلى. وأحسن الله عزاءكم فيه.
وإن كان اجتنابك لأبيك خشية ما يلحقكم منه من أذى، أو حذرًا من أن يحصل منك شيء من العقوق، فنرجو أن لا حرج عليك في ذلك.
ومن النعم العظيمة أن مات وهو راضٍ عنك، ففي رضا الوالد رضا رب العالمين تبارك وتعالى، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
ونوصيك بكثرة الدعاء له، والاستغفار، والتصدق عنه، وغير ذلك مما يكون به البر بعد الموت، قال النووي: ... ولكن ينبغي له بعد الندم على ذلك، أن يُكثر من الاستغفار لهما، والدعاء، وأن يتصدق عنهما، إن أمكن، وأن يكرم من كانا يحبّان إِكرامَه -من صديق لهما، ونحوه-، وأن يصلَ رَحِمَهما، وأن يقضي دَيْنهما، أو ما تيسر له من ذلك. اهـ.
وبخصوص الجزء الأخير المتعلق بالعقار، فإنه غير واضح، فنرجو توضيحه في سؤال مستقل؛ حتى تتم الإجابة عنه.
والله أعلم.