الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يشرع لمن قرأ آية تسبيح كقوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] أن يتوقف عن القراءة ويقول: سبحان ربي الأعلى.. ومن قرأ قوله تعالى: استغفروا الله إن الله غفور رحيم، أن يقول: أستغفر الله العظيم، وهكذا، يدل على هذا ما رواه البيهقي أن علياً قرأ في الصبح بسبح اسم ربك الأعلى فقال: "سبحان ربي الأعلى".
وإذا مر بآية فيها الحث على دعاء الله كقوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] أو قوله: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32]، شرع له الدعاء وسؤال الله تعالى، ولم يرد في ما نعلم أنه في هذه الحالة يقدم بين يدي سؤاله حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه في أثناء عبادة فيها حمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسوله، فلا يحتاج إلى البدء بذلك قبل الدعاء، هذا هو الظاهر لنا والعلم عند الله.
والله أعلم.