الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحمد الله تعالى أن هداك إلى المحافظة على الصلاة، ولا تلتفتي لتلك الأقوال التي تثبّطك، وتدَّعي أنك ستتركين الصلاة بعد حين، واستمري فيما أنت عليه من المحافظة عليها، وأحسني الظن بالله تعالى أنه سيعينك، ويوفقك، وستجدين منه التوفيق، ففي مسند أحمد، وصحيح ابن حبان من حديث وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ.
فظنّي بالله خيرًا، وأنه سيهديك، ويثبتك، وستجدين منه هذا.
ولا ينبغي للمسلم أن يحزن بسبب ما يسمعه من أقوال المثبّطين والقادحين، ولما قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كاهنٌ مجنونٌ ساحرٌ، قال الله له: وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ {يونس:65}.
وإن من أعظم ما يثبّتك على الطاعة، والمحافظة عليها؛ مصاحبة الرفقة الصالحة، فابحثي عن أخوات مستقيمات صالحات يَكُنَّ عونا لك على الطاعة، يُذَكِّرْنَكِ إذا نسيت، ويُنَبِّهْنَكِ إذا غَفلْتِ، ويُقَوِّينَكِ إذا ضَعُفْتِ.
وأما لبس البنطلون؛ فالواجب عليك -أختي السائلة- أن تلبسي الحجاب الشرعي عند خروجك من البيت، وقد بيّنا مواصفاته في الفتوى: 6745.
ولا تؤجّلي ارتداءه؛ لأن هذا في حقيقته تأجيل للتوبة من المعصية؛ إذ خروج المرأة بالبنطلون معصية وتبرّجٌ -كما هو معلوم-، كما أن تأجيله قد يؤدّي إلى التساهل في ترك لبس البنطلون مستقبلًا، وانطفاء جذوة التوبة في القلب بعد اشتعالها، فاستغلّي ما تجدينه من قوة الإيمان، وحبّ التقرب إلى الله في تحقيق التوبة النصوح.
واجتهدي في التقرّب إلى الله تعالى حتى يثبّتك الله؛ فإنه من تقرب إلى الله تقرب الله منه، ففي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي، يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.
وانظري الفتوى: 420328، والفتوى: 193643، والفتوى: 114310، وكلها في وسائل الثبات على الطاعة، وتقوية الإيمان.
والله أعلم.