الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك إلى الاستقامة على الدين والالتزام بالحجاب ولا شك أن هذه نعمة تستوجب الشكر لله وأبلغ أنواع الشكر المداومة على الطاعات، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق، وبخصوص زواجك من هذا الشاب فالأصل أن من كان على دين وخلق فإنه يقبل به زوجاً ولا يرفض تزويجه ففي سنن الترمذي عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه.، فالكفاءة إنما هي في الدين ولا عبرة باختلاف الجنسية ونحو ذلك، وهذا هو الأصل ولكن بما أن أهلك لن يوافقوا على هذا الشاب، مع ما يخشى أن يترتب عليك من الأضرار إن أقدمت على هذا الزواج فالذي يظهر أن الأولى بك أن تصرفي عنه النظر، وأن تسألي الله عز وجل أن ييسر لك الزواج من رجل صالح، واعلمي أن من اتقى الله تعالى كفاه وجعل له تيسيراً لأمره وهو القائل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2-3]، والقائل سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].
ثم اعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا يجوز مثل هذه المحادثات بين الفتيان والفتيات عبر الإنترنت ولو كان المقصد صحيحاً سداً لابواب الذرائع إلى الشر، إذ أن ذلك قد يكون مدخلاً من مداخل الشيطان إلى الوقوع فيما لا يرضاه الله تعالى، وكونك تتضايقين من نفسك بخصوص هذه المحادثات، هذا دليل على إيمانك وصلاح قلبك، فاعقدي العزم وبادري على الفور بقطع هذه العلاقة ابتغاء لرضى الله تعالى وإيثاراً للحياة الباقية على الحياة الفانية، واعلمي أنك بذلك تحسنين إلى نفسك وإلى هذا الشاب الذي نسأل الله له الثبات والتوفيق.
والله أعلم.