الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمّما يؤسف له أن تنشغلي بالإنكار على زوجك مخالطة الأجنبيات، ولا تنشغلي بالإنكار عليه تركه الصلاة، فمما لا ريب أنّ ترك الصلاة المفروضة من أعظم المنكرات، فقد أجمع العلماء على أنّ من تركها جحودا كافر خارج من الملة، وألحق بعض أهل العلم به من تركها تكاسلاً، وعلى كلا القولين؛ فإنّ ترك الصلاة المفروضة بغير عذر ظلم عظيم، وإثم مبين، أشد من إثم القتل، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر.
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الصلاة وأحكام تاركها: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله، وسخطه، وخزيه في الدنيا والآخرة. انتهى.
فالواجب عليك أن تأمريه بالصلاة وتبيني له عظم قدرها، ومكانتها في الإسلام، فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، والمحافظة عليها مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45]
قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل، أو تعدم رغبته في الشر. انتهى.
ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى: 3830.
وأمّا عمله الذي يستلزم مخالطة الأجنبيات؛ فإن كان يحافظ على حدود الله تعالى؛ فيجتنب الخلوة، والاختلاط المريب، ويحرص على غض البصر؛ فلا حرج عليه -إن شاء الله- في البقاء في عمله، وراجعي الفتوى: 2096.
وننبهك إلى أنّ الغيرة إذا خرجت عن حد الاعتدال كانت مذمومة، وانظري الفتوى: 71340.
والله أعلم.