الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان السبب في كون فضل الزوج وحقه عظيم على زوجته، وما تعنيه قوامة الرجل على المرأة، فيمكن الاطلاع على ذلك في الفتويين التاليتين: 9623، 16032.
وقد أوضحنا أن المقصود من ذلك التنظيم، وترتيب أمور الأسرة، لا الإذلال وتسليط الرجل على المرأة، وليس المقصود من ذلك مجرد التبعية.
ثم إن الأمر بالنسبة للرجل تكليف ومسؤولية أمام الله تعالى يوم القيامة، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها..... الحديث.
وفي الجملة يجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وفي التفصيل فإن ذلك له قيوده الشرعية، والتي سبق بيانها في الفتوى: 411121. ومنها أن تكون فيما لا ضرر فيه على المرأة، وتكون في النكاح وتوابعه.
وهنالك خلاف بين الفقهاء في حكم خدمة المرأة لزوجها، وقد بينا أقوالهم في ذلك في الفتوى: 13158. والراجح عندنا أنها يجب عليها خدمة زوجها بما يجري به العرف، كما يجب على الزوج الخدمة خارج البيت بالسعي في طلب الرزق ونحو ذلك، فالأمر بينهما أمر تعاون وتكامل، وكل منهما مكمل للآخر، فليس الأمر أمر تبعية المرأة لزوجها.
ووجوب الخدمة مقيد أيضا بأن لا يكون في ذلك ضرر على المرأة، فلا تجب عليها الخدمة إن كانت مريضة، وراجعي الفتوى: 398122. وهي بعنوان: هل يجب على الزوج إحضار خادمة لزوجته؟
والله أعلم.