الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقصة هذه المصارعة سبق أن أوردناها في الفتوى: 255583. وفيها أن عمر حاور ذلك الشخص فلعله عرف من حواره له أنه جني.
وأما إطلاق القول بأن الجن لا يمكن رؤيتهم استدلالا بقوله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ {الأعراف:27}! فلا يصح؛ فليس في الآية ما يدل على ذلك.
قال الشوكاني في «فتح القدير»: استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة، وليس في الآية ما يدل على ذلك، وغاية ما فيها أنه يرانا من حيث لا نراه، وليس فيها أنا لا نراه أبدا، فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم انتفاءها مطلقا. اهـ. وراجع في ذلك الفتويين: 126665، 8349.
والله أعلم.