الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما العمل في المجال المذكور؛ فلا حرج فيه من حيث الأصل، لكن لو طلب منك أن تعمل فيما يتعلق بشركة تأمين تجارية، أو بنك ربوي؛ فلا يجوز لك ذلك، وعليك الامتناع منه؛ لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه. وقال: هم سواء.
قال النووي -رحمه الله-: وفيه تحريم الإعانة على الباطل. انتهى.
وعليه؛ فإن كان يسعك العمل في المجال المذكور، ولك الامتناع من العمل فيما يتصل بشركات التأمين التجاري، والبنوك الربوية، ونحو ذلك؛ فلا حرج عليك في ذلك العمل. وإلا فابحث عن عمل مباح صرف، لا تباشر فيه حرامًا، ولا تعين عليه.
ومن ترك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه.
والله أعلم.