الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا جواز وضع الصور الفوتوغرافية للأشخاص على صفحة الفيس بوك -ومثلها بقية مواقع التواصل الاجتماعي- ما لم تحرم الصورة نفسها لسبب آخر, كحرمة النظر إليها، كما في الفتوى: 222052.
وكون الصورة لمشاهير: فمن كان مشهورًا بالخير والصلاح؛ فإنه لا حرج في وضع صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما إذا دعت الحاجة لذلك؛ كإعلان عن عملٍ من أعمال الخير يقوم به صاحب الصورة، ونحو ذلك.
وأما المشهورون من الكفار أو الفساق -كالمغنين، وغيرهم-، فإن وضع صورهم هو في الحقيقة احتفاء بهم، وإعلاء لشأنهم، وترويج لما هم عليه بين العامة، وكل هذا يتنافى مع ما يستحقونه من البُغض في الله تعالى، والتحذير من منكرهم.
ويتأكد منع نشر صورهم إذا كانت الصورة مشتملة على منكر، ونظن أن هذا الأمر واضح لكل مسلم، جاء في مسند أحمد من حديث وابصة بن معبد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ. "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ": الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ. اهـ.
قال النووي -رحمه الله- في كتاب: الأذكار: حديث حسن، رويناه في مسندي أحمد، والدارمي، وغيرهما. اهــ.
والله أعلم.