الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من استقر عليه حق لآخر فلا تجوز له مماطلته فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مطل الغني ظلم. رواه مسلم.
والمطل منع قضاء ما استحق أداؤه، ولا ينبغي أن نعامل من عصى فينا بأن نعصي الله فيه، بل نطيع الله فيه، ونأتي بما أمرنا الله به، ونكل أمره إلى الله، وعلى كل فإن القسط الأخير المستحق عليك للمحل يجب دفعه لصاحبه، فإذا كان صاحبه هو صاحب المحل أرجعته له، وإن كان هو العامل بحثت عنه جهدك، فإن عجزت عن العثور عليه تصدقت به عنه، على أنك متى وجدته خيرته بين إمضاء الصدقة له، وبين أخذه حقه وتكون الصدقة حينئذ لك.
والله أعلم.