الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحق الأمّ على أولادها عظيم، وبرّها من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات.
ومن حقّها عليهم أن يقوموا برعايتها وخدمتها إذا احتاجت إلى خدمة، وهذا الحقّ واجب على جميع الأولاد -ذكورهم وإناثهم-، كما بينا ذلك في الفتوى: 127286.
وخدمة الزوجة لأمّ زوجها ليست واجبة عليها، ولكنها تفضّل وإحسان، وراجع الفتوى: 33290.
وعليه؛ فالواجب عليك وعلى أخواتك رعاية أمّكم، وخدمتها، وزيارتها، ومؤانستها، حسب استطاعتكم.
ولا يجب على زوجتك أن تقيم مع أمّك، أو تخدمها، إلا أن تتبرع بذلك.
وعليك أن تجمع بين برّ أمّك وبين إحسان عشرة زوجتك، وهذا يتطلب منك حكمةً ومداراةً، وراجع الفتوى: 139282.
وحقّ أخواتك عليك، وحقّك عليهم؛ هو صلة الرحم، وليس لها قدر معين، أو وسيلة محددة، ولكنّها تحصل بكل ما يعد في العرف صلة، جاء في إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين: وصلة الرحم، أي: القرابة، مأمور بها أيضًا، وهي فعلك مع قريبك ما تعد به واصلًا، وتكون بالمال، وقضاء الحوائج، والزيارة، والمكاتبة، والمراسلة بالسلام، ونحو ذلك. انتهى.
والله أعلم.