الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نوصيك به أن تستعين بالله تعالى، وتستمرّ في السعي والاجتهاد في سبيل إتمام الزواج، ولا تترك الفتاة بسبب تعسّر هذا الأمر؛ فليس هذا بالضرورة دليلًا على أنّ الأفضل ترك هذه الفتاة.
وبخصوص الاستخارة؛ فالراجح عندنا أن المستخير يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يتركه، إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر الفتوى: 194019.
والأصل أنّ العبد إذا تعسرّت بعض أموره، فعليه أن يجدّد التوبة إلى الله؛ فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة؛ ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ...يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ، وَالِاسْتِغْفَارِ. انتهى.
وعلى أية حال؛ فإنّ الخطبة وعد بالزواج، وفسخها غير محرم، ولكنّه مكروه، إن كان من غير مسوّغ، وراجع الفتوى: 65050.
والله أعلم.