الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهديك سواء السبيل، وأن يتقبل توبتك، ويغسل حوبتك، ويثبتك على الصراط المستقيم.
وأما قبول التوبة: فالله تعالى هو الغفور الرحيم، وهو يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، ومهما كان الذنب عظيما، ومهما تكرر الذنب، فإذا تاب العبد منه توبة صادقة مستوفية لشروطها من الندم، والعزم على عدم معاودة الذنب، والإقلاع الفوري عنه؛ فإن الله تعالى يقبل توبته، ويقيل عثرته، ويرجع من ذنبه هذا كمن لم يذنب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وراجعي الفتوى: 24031.
وأما هل الأولى أن يتذكر الذنب، ويستشعر الندم عليه؟ أم الأولى أن ينساه ويتجاهله؟ في ذلك تفصيل تجدينه في الفتوى: 161551.
وأما الفتاة الصالحة: فهي التي تحافظ على الفرائض، وتترك المحرمات، وتكثر ما استطاعت من النوافل.
وأما تثبيت القلب على الطريق الصحيح، والمحافظة على الصلاة وغيرها من الواجبات، فيكون بأمور أهمها:
الاستعانة بالله تعالى، ولزوم دعائه، والابتهال إليه، وسؤاله تثبيت القلب على دينه.
ومنها: مصاحبة الصالحين الأخيار الذين يحملون العبد على طاعة الله تعالى، فينبهونه إذا غفل، ويذكرونه إذا نسي.
ومنها: دوام الفكرة في الآخرة، فإن ذلك مما يرقق القلب، ويزهد في الدنيا، ويحث على طلب الجنة، والفرار من النار.
ومنها: دوام الفكرة في أسماء الرب تعالى، وصفاته، واستحضار اطلاعه على العبد، وإحاطته به، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره، فيحذر العبد أن يبارزه بما يسخطه تبارك وتعالى.
والله أعلم.