الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف ما بك من ضر، وأن ييسر لك عاجل الشفاء، ثم اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن ما أصابك ابتلاء من الله تعالى، والبلاء وإن كان نقمة فهو من وجه آخر نعمة للمؤمن، يكفر الله عز وجل به من سيئاته، ويرفع به درجاته، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. بل قد يكون البلاء دليلاً على محبة الله لعبده المؤمن، روى الترمذي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط له السخط. فثقي بالله تعالى واصبري على أقداره، ولا تستسلمي لأي نوع من الوساوس والأوهام في كون ذلك دليلاً على عدم رضا الله عنك ونحو ذلك.
وإن ما أصابك قد يكون نتيجة لضغوط نفسية أدت إلى نوع من الاكتئاب، لذا فإننا نرى أن تراجعي أحد الأطباء الثقات في دينهم ومن له خبرة في الطب النفسي فلعله أن يعينك في العلاج بإذن الله تعالى، وقد يكون ذلك بسبب السحر أو العين أو الحسد، لذلك لا تتوقفي عن القراءة على نفسك والإكثار من ذكر الله تعالى، ولاسيما في الصباح والمساء بالإضافة إلى التضرع إلى الله تعالى بدعائه ليكشف عنك هذا السوء، ولا بأس أن تستعيني في الرقية الشرعية بمن هو من أهل الاستقامة والصلاح، وبمن عرف بسلامة المعتقد واتباع السنة، بشرط وجود أحد محارمك، وكوني على حذر من إتيان الدجاجلة والمشعوذين، وراجعي لمزيد من الفائدة هاتين الفتويين: 1858/ 19229.
وننبهك إلى الحذر من اتهام أحد من الناس بكونه السبب فيما أصابك دون بينة، وذلك لأن الأصل براءة الذمة. وبخصوص الأحلام فلا يلزم أن تكون دليلاً على وجود شيء من السحر أو العين، وذلك لأنها قد تكون مجرد حديث نفس بسبب ما تجدين في نفسك من وساوس، وأما ما يحدث من ذهاب للخشوع في الصلاة فلا يؤثر في صحة الصلاة إن شاء الله تعالى.
وننصحك بالكتابة إلى قسم الاستشارات النفسية في الشبكة الإسلامية فهم أكثر تخصصاً في هذا المجال.
والله أعلم.