الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم ينبه العلماء المصنفون في أدب المفتي والمستفتي على بداءة الاستفتاء بالتحميد أو غير ذلك.
والذي يفهم من كلامهم أنه يبدأ الاستفتاء عريا عن المقدمات، فيقول: ما قول العلماء في كذا وكذا؟ ويراعي الأدب مع المفتي، فيخاطبه بما يخاطب به مثله، ويحرص على أن يكون السؤال واضحا غير ملتبس، وهذه الآداب عامة سواء كنت تستفتينا أو تستفتي غيرنا.
قال أبو عمرو ابن الصلاح -رحمه الله-: ينبغي للمستفتي أن يحفظ الأدب مع المفتي، ويبجله في خطابه وسؤاله، ونحو ذلك... ولا يقل له: أفتاني فلان، أو أفتاني غيرك بكذا وكذا... ولا يدع الدعاء فيها لمن يفتي إما خاصًّا إن خص واحدًا باستفتائه، وإما عامًّا إن استفتى الفقهاء مطلقًا...
وينبغي أن يكون كاتب الاستفتاء ممن يحسن السؤال ويضعه على الغرض، مع إبانة الخط واللفظ، وصيانتهما عما يتعرض للتصحيف. انتهى مختصرا.
ولو بدأ بالسلام أو بحمد الله تعالى، فهو ذكر وأمر حسن لا محظور فيه.
والله أعلم.