الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان خاطبك قد نال من عرض هذا الشخص، فقد أساء بذلك، وقد أحسنت بإنكارك عليه، ودفاعك عن عرض أخيك المسلم، فهذه قربة عظيمة، روى الترمذي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. والحديث صححه الألباني.
ويكفيك أن تسألي عن الضابط الشرعي للغيبة وغيرها من هذه الأمور، والوقوف عند حدها الشرعي، وعدم الاسترسال مع النفس فيما سوى ذلك.
وهذه الوساوس من الشيطان، ينبغي أن تحرصي على الاستعاذة بالله عند ورودها، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}، هذا بالإضافة إلى الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها.
وحسن أن تلتمسي الأعذار للناس، والأصل في المسلم السلامة، وحمل أمره على أحسن المحامل، ما لم يتبين خلاف ذلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث.... وجاء في الأثر عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا.
وننبهك بأنك وخاطبك أجنبيان عن بعضكما، فلا يجوز التواصل بينكما والمحادثة إلا لحاجة وبقدر الحاجة، وراجعي الفتوى: 331168، 21582، وتجاوز الحدود الشرعية في التعامل بين الخاطبين قد يكون سببا لمثل هذه المشاكل فلينتبه لذلك.
والله أعلم.