الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المرء أن يحسن إلى والديه، وأن يبتعد عن كل ما يغضبهما، وإذا أراد أن يتحاور معهما فليكُن حواره لهما بالحسنى، فقد قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً(الإسراء: من الآية23)، وقال تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً(النساء: من الآية36)، وقال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(البقرة: من الآية83)، والوالدان أولى بالناس بذلك، فإذا أحس المرء من أحد والديه ظلماً أو تجاوزاً جاز له رد هذا الظلم، والحد من التجاوز بما لا يؤدي إلى عقوقهما، مع المحافظة على حقه، فإذا أدى حصوله على حقه إلى إساءة الأدب معهما أمسك عنه حتى يجد طريقاً آخر يتفادى به الصدام معهما، مع المحافظة على برهما، ولتراجع الفتاوى: 11287، 21916، 32044، 35463. ولمعرفة حقيقة بر الوالدين راجع الفتوى رقم: 38247 .
ويجب على الأم ألا تتعسف في استخدام حقها في بر ولدها لها بما يؤدي إلى الإضرار به في نفسه وأهله وولده، فإن بر الأبناء لآبائهم نعمة تستوجب شكر الله تعالى، وتقابل بالطاعة والإحسان، وإننا لنوصي الولد بزيادة الصبر على أمه وإخوانه، فقد قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (الشورى:43).
والله أعلم.