الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، وثقتك بنا، وكتابتك إلينا، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا وإياك إلى خدمة دِينه، وأن يستعملنا في طاعته، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، ونسأله سبحانه أن ييّسر أمرك، ويفرّج كربك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه.
ونوصيك بكثرة الدعاء، وتفويض أمرك إلى الله؛ ليختار لك الزوج الصالح، فإنك لا تدرين أين الخير، وقد يكون هذا الرجل خيرًا، ولكن لا يكون في زواجك منه خير لك.
وينبغي للمسلم إذا أصابه شيء أن يلوم نفسها، ويتّهمها هي أولًا، وأن هذا بسبب تفريطها وتقصيرها، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وفي الأثر عن الفضيل بن عياض أنه قال: إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
ولو أنك اتّقيت الله عز وجل؛ لكنت في عافية مما أصابك من الهمّ والغمّ، فأقبلي على التوبة النصوح، وسؤال الله المغفرة.
ولا ينبغي للمسلم بحال أن يستصغر ذنبًا، بل فلينظر إلى عظمة من عصاه، ولا ينظر لصغر الذنب.
وما ذكرت من فقدك الثقة في نفسك، وفي كل شيء، حتى في الله سبحانه، نوع من الخواطر الشيطانية التي يجب عليك مدافعتها، وعدم الاسترسال معها؛ فعواقبها خطيرة، ومن ذلك: سوء الظن بالله؛ فإنه من شيم المنافقين، كما سبق بيانه في الفتوى: 235426، والفتوى: 177463.
وإن كانت زوجته قد تجسّست على هاتفه، فإنها تكون قد أساءت بذلك، فالتجسّس محرم بدلالة الكتاب، والسنة، كما سبق بيانه في الفتوى: 30115.
ولكننا لا نستطيع الجزم بأن زوجته قد فعلت ذلك قصدًا، فمن الممكن أن يكون قد وقع مصادفة من غير اختيار منها، فلا تؤاخذ حينئذ على ذلك؛ لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
والله أعلم.