الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو الله أن يتقبل منك حبك للدين وغيرتك عليه، وأن يهدينا وإياك إلى صراطه المستقيم، ثم اعلمي أن المرء لا يكون مؤمناً إيماناً تاماً إلا إذا حكم شرع الله وانقاد إليه واقتنع بأوامره، ولم يبق في نفسه أي حرج من ذلك، قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء:65)، وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(النور: من الآية63)، وروى ابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رغب عن سنتي فليس مني.
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى.
هذه النصوص صريحة في وجوب الانقياد لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، وما دمت أيتها الأخت الكريمة قد علمت فريضة الحجاب مما ورد في سورة النور، فكيف لا تقتنعين به بعد ذلك، وأنت مسلمة تحبين الدين.
إن الذي ننصحك به الآن هو أن تتوبي إلى الله توبة خالصة وتقتنعي بالحجاب، وتعرفي أن أوامر الله يلزم أن تمتثل سواء اتضحت منها المصلحة أم لم تتضح، مع أنها كلها لمصلحة العباد، ولكن لا يلزم أن يدركوا جميعاً وجه المصلحة.
والله أعلم.