الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أحسنت البنت في ما قامت به سابقاً من انتقابها، وما كان يحق لك أن تقترحي عليها تأخيره، بل الواجب تشجيعها وحضها على المزيد، ويجب عليك الآن أن تحرصي على التزامها بلباسها، لأن ذلك أدعى لسترها وأطهر لقلبها وأسلم لعرضها وشرفها، واستعملي في ذلك ما استطعت من وسائل الترغيب والإقناع، وجدي في ذلك عملاً بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
واعلمي أن ستر الوجه مختلف فيه بين الفقهاء، وقد بينا رجحان وجوبه في الفتوى رقم: 5224، والفتوى رقم: 1225، والفتوى رقم: 42، والفتوى رقم: 28460، فأطلعيها على الفتاوى المذكورة وما فيها من الأدلة، وأكثري من الدعاء لها بالهداية، ففي الحديث: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر. رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الأرناؤوط والألباني.
والله أعلم.