الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أقدمت هذه المرأة على الانتحار، فإنها تكون بذلك قد خسرت دنياها وأخراها، ولا يلحقك إثم بفعلها ذلك، بل تكون قد جنت على نفسها حين استمرت معك في تلك العلاقة الآثمة باختيارها، بل وإصرارها على التواصل معك رغم توبتك وقطعك العلاقة معها.
وراجع لمزيد الفائدة، هذه الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
أما أنت فقد أثمت وتعديت حدود الله بعلاقتك بها، وما دمت تبت إلى الله -تعالى- فقد أحسنت، ونسأله -تعالى- أن يتقبل توبتك، ويحفظك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقك سلوك سبيل الاستقامة.
ونوصيك بالحذر من العودة لمثلها في المستقبل، أو التساهل في أمر التعامل مع النساء الأجنبيات، فقد حذرت السنة من فتنتهن. روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ. فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ.
ونوصيك بالعمل على الحيلولة دون إمكانية تواصلها معك بحظرها، أو تغيير الأرقام أو الحسابات التي يمكنها الوصول إليك من خلالها، وأنت أدرى بما يمكن أن يمنع عنك شرها وفتنتها وفسادها. وبهذا يمكن أن تسلم، ويسلم لك دينك ويبرأ عرضك.
والله أعلم.