الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة صادقة، وتنيبي إليه، وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة، قال الله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(الأنعام: من الآية54)
وقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:68-70)
ومن أعظم وسائل ومظاهر هذه التوبة أن تبتعدي ابتعاداً كاملاً عن الأجانب، وأن تشغلي وقتك بالطاعات وأن تكثري من الأذكار المطلقة والمقيدة وتلاوة القرآن ونوافل الصلوات والصيام.
وأما هذا العقد الذي فعلتماه فإنه غير صحيح شرعاً، فقد تعرض له الفساد من عدة جهات:
1- أنه حصل من دون إذن الولي، والزواج بدون ولي باطل باطل بنص الحديث: لا نكاح إلا بولي. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وبنص الحديث الآخر: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل. رواه ابن حبان والترمذي وصححه الألباني.
2- أنه يحتمل أنه حصل قبل الاستبراء من الزنا، وزواج الزانية قبل استبرائها بحيضة محرم، لما في الحديث: لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة. رواه أبو داود وصححه الألباني.
3- أن شهادة الشهود على الزواج بدون إذن الولي لا تصح لأنها شهادة على الباطل، وانظري الفتوى رقم: 25024.
ثم إنهم قد شهدوا على توقيع لا يعلمونه ولا يعلمون فاعلته، ولم يسمعوا منها إقراراً.
فإذا تقرر هذا فإن الواجب أن يفارقك هذا الزوج فإن أصر على البقاء على هذا فاذهبي إلى القاضي ليفسخ نكاحكما، ثم يجوز لك بعد العدة أن تتزوجي من شئت، قال ابن قدامة في المغني: إذا تزوجت المرأة تزويجاً فاسداً لم يجز تزويجها لغير من تزوجها حتى يطلقها أو يفسخ نكاحها.
ويجوز لك كذلك أن تتزوجي هذا الرجل إذا علمت منه صدق التوبة إلى الله، وإذا أردت الزواج من شخص آخر فلا تذكري له زواجك السري بل استري نفسك عملاً بالحديث: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للزيادة في التفصيل في الموضوع: 5855/4832/3395/1677/10705/5962/11426/6996/1095.
والله أعلم.