الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويرزقك الزواج من رجل صالح، يعينك على أمر دينك ودنياك، ويكفيك أن تتضرعي لربك، وتسأليه حاجتك، فهو أعلم بما فيه مصلحتك، ففوضي أمرك إليه، فهو القائل سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ومن هنا شرعت الاستخارة عندما يهم المسلم بكل أمر مباح، فيتبرأ من الحول والقوة، ويعتمد على حول الله وقوته، ليختار له الأصلح، وراجعي في الاستخارة الفتوى: 19333.
وقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح. وفي هذا حث للمتحابين للزواج، فإن وجدت سبيلا للزواج من هذا الرجل الذي أحببته، فذاك، وإلا فلا تتبعيه نفسك، فإنك لا تدرين أين الخير، فكما أسلفنا لك سلي ربك الخير.
وما ذكرت من كونك لا تتصورين أن تكوني لغيره، وأنه لو قدر زواجك من غيره لا تستطيعين أن تكوني مخلصة له، فقد يكون مجرد أوهام وتسويل من الشيطان؛ ليضيع عليك حياتك، ويفوت عليك الخير، ويصرفك عن الزواج.
وهنالك كثير من الأمثلة لزواج لم يكن عن مثل هذا الحب، وهو زواج موفق، وفي المقابل يتم زواج عن حب عاطفي بين الطرفين قبل الزواج، ويكون مصيره الفشل بسبب انخداع أحدهما بالآخر؛ بسبب ما ظهر له فيه من صفات طيبة، والواقع خلاف ذلك. فدعيه وابحثي عن غيره مستعينة في ذلك ببعض الثقات من أقربائك أو صديقاتك.
وننبهك في الختام إلى الحذر من التسبب في الإفساد بين هذا الرجل وبين زوجته، فهذا من التخبيب الذي ورد فيه الوعيد في الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من خبب امرأة على زوجها.
وإن كنت تبوحين لهذا الرجل بحبك له؛ فلا يجوز ذلك؛ لأنه أجنبي عنك.
والله أعلم.