الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنبارك لك أختي الكريمة التزامك باللباس الشرعي، وحرصك على أداء الصلاة في وقتها، فهي الركن الثاني من أركان الدين بعد الشهادتين، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وقد جاء في الموطأ عن عمر -رضي الله عنه- أنه كتب إلى عماله قائلا: إن أهم أمركم عندي الصلاة، مَنْ حفظها، وحافظ عليها؛ حفظ دينه، ومن ضيعها؛ فهو لما سواها أضيع.
ومن تضييع الصلاة تأخيرها عن وقتها المختار، والإخلال بها في شروطها وواجباتها.
فاحرصي يا رعاك الله على صلاتك، وأدائها في وقتها، ولمعرفة الوقت المختار لكل صلاة انظري الفتوى: 32380.
وعلى هذا؛ فتأخيرك لصلاة العصر عن أول وقتها المختار إلى وسطه، أو آخره؛ لا حرج عليك فيه.
وأما تأخيرها حتى يخرج وقتها الاختياري، أو جمع الصلاتين بتقديم العصر قبل وقتها، أو تأخير الظهر عن وقتها؛ فلا يسوغ لك فعله، ولا سيما على سبيل المداومة عليه في كل أيام العمل.
وأما فعل ذلك أحيانا لعذر، وحاجة معتبرة؛ فلا بأس -وفق ما ذهب إليه الإمام أشهب من المالكية، وابن المنذر من الشافعية، وابن سيرين، وابن شبرمة، من جواز الجمع لحاجة ما لم يتخذ عادة-، لحديث ابن عباس الذي رواه مسلم قال: جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر. قيل لابن عباس ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد ألا يحرج أمته.
والعمل إنما يباح إذا لم يؤد إلى تضييع المرء لصلاته وعبادته، فإن وجدت ذلك مع توفر الضوابط الشرعية الأخرى في اللباس، وعدم وجود الاختلاط المحرم فيه؛ فلا بأس، وإلا فعبادة المرء، وعلاقته بربه، ومراعاته لآخرته؛ هي أول ما ينبغي أن يحرص عليه، ويجعله نصب عينه.
هذا من حيث الإجمال، وربما يكون في الواقع ما يؤثر في الحكم من حيث مدى حاجتك للعمل، وغير ذلك، مما قد يؤثر في الحكم؛ ولذلك ننصح بسؤال أحد أهل العلم مباشرة في المركز الإسلامي حيث أنت.
والله أعلم.