الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الإفرازات البنية التي رأيتها هي المعروفة عند العلماء بالكدرة، وتعطى حكم الحيض إذا نزلت في زمن العادة الشهرية على المفتى به لدينا، قال في الإنصاف: والصفرة والكدرة في أيام الحيض من الحيض -يعني في أيام العادة- وهذا المذهب وعليه الأصحاب". اهـ.
وبناء عليه: فما دام نزول ذلك الإفراز البني في زمن العادة الشهرية، فيعتبر حيضًا، ويمنع الصلاة وغيرها، ولا يلزم أن يصحبه دم صريح. وبالتالي فتصرفك صحيح ولا شيء عليك فيه.
وننبهك على أنه لا بد من الحذر من الوساوس في الطهارة والصلاة وغيرهما، واعلمي أن من أنفع علاجها الاستعاذة بالله منها، والالتجاء إليه من شرها، والإعراض عنها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت، ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا، وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب؟. انتهى.
والله أعلم.